التكنولوجيا فى المونديال

][||ioi||][التكنولوجيا][||ioi||][

ماذا يعني «مباراة ودية»؟
هو في الواقع انعكاس لما يمكن ان يعني في كرة القدم «لا شيء».
قد يكون «كل شيء» بالنسبة الى مدرب ساعٍ الى ايجاد توليفة من العناصر في
تركيبته «النهائية»، بيد ان محمد ناجي «جدو» لم يكن اساسياً في «مجموعة حسن
شحاتة» عندما قاد «الفراعنة» الى لقب افريقي بدا بعيداً جداً، ولا حتى
سلفاتوري سكيلاتشي كان «رئيسياً» في توليفة المدرب ازيغليو فيتشيني بيد انه
توج هدافاً لذاك المونديال، تماماً كما فعل «جدو» في «امم افريقيا 2010»
.

شحاتة وفيتشيني وفوغتس رسموا جميعاً خطاً واضحاً في سياساتهم المتبعة في
تلك البطولات، ورغم ان التبديلات التي اجراها كل منهم افضت الى تتويجين
(مصر في افريقيا 2010 والمانيا في اوروبا 1996) واحتلال مركز ثالث «على
خيبته» (ايطاليا في مونديال 1990)، بيد ان رواد تلك الانجازات لم يكونوا
اسماء لامعة بل اسماء فرضت بريقها في غفلة من الزمن، اسماء وليدة لحظة او
لحظات تاريخية.
ماذا يعني ان تسقط فرنسا على ارضها ودياً امام اسبانيا صفر- 2؟ أيعني ذلك
ان «فوريا روخا» ستتوج بكأس العالم للمرة الاولى في تاريخها على الاراضي
الجنوب افريقية؟ ربما ... ولكن ألم يسقط رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي امام
الولايات المتحدة «الهزيلة» في كأس القارات الاخيرة؟
ماذا يعني تعادل ايطاليا، بطلة العالم، مع الكاميرون صفر-صفر؟ أهو مؤشر؟
ربما، بيد ان مارتشيلو ليبي ما كان ليجازف بإصابة احد لاعبيه عشية
المونديال المطالب خلاله بالاحتفاظ بكأس عزّت طويلاً على الطليان.
ماذا يعني ان تقهر الارجنتين بقيادة دييغو مارادونا منتخباً ألمانياً
عادياً في «اليانز ارينا»؟ اهو دليل على عودة «راقصي التانغو» الى الحياة؟
ربما، غير ان الالمان لطالما سقطوا في «الحبّيات» وتعملقوا في «الجدّيات»
وخير دليل على ذلك مركز ثان في مونديال 2002 ومركز ثالث في مونديال 2006
ومركز ثان في «يورو 2008».
يخطئ العاشق الذي يبني مشروع وصال على ورق من سراب الخيال.
يخطئ الحالم الذي يبني مشروع نجاح على وسادة النوم الحريرية.
يخطئ دل بوسكه ومارادونا وحتى الايطالي فابيو كابيللو، مدرب منتخب انكلترا،
إن شقّوا طريق الكأس العالمية على انقاض ودّيات لا تعبّر سوى عن واقع حال
مخادع ينبغي رصده بالتأكيد بيد انه يتوجب عدم اعتماده أساساً يتيماً للبناء
عليه.

حتى اوليفر بيرهوف، مدير المنتخب الالماني الحالي، كان منفياً في ايطاليا،
وما كان ليرتدي قميص «المانشافت» لولا حاجة المدرب هانس هوبرت «بيرتي»
فوغتس الى مهاجم اضافي، فاستدعاه لتكملة العدد ليس الا خصوصا ان سنه كانت
متقدمة بعض الشيء، قبل ان يزجّ به بديلا «ذهبياً» لمحمد شول في الدقيقة 69
من المباراة النهائية لـ «يورو 1996» امام تشيكيا، فعادل النتيجة بعدها
بأربع دقائق فقط، ثم اهدى بلاده اللقب الاوروبي الثالث بهدف ذهبي في
الدقيقة 95 من الشوط الاضافي الاول.